وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 31 مايو - 2025

الغلاء يجتاح الأسواق مع تراجع سعر صرف الليرة ... ما هي تكلفة الخروج من البلد ..؟

الغلاء يجتاح الأسواق مع تراجع سعر صرف الليرة  ... ما هي تكلفة الخروج من البلد ..؟

قاسيون ـ خاص

زادت في مناطق سيطرة النظام ، تجارة هجرة السوريين ، وسط معلومات تتحدث عن أن الناس باتت على استعداد لبيع كل ما تملك ، إذا كان ذلك يكفي لتغطية تكاليف خروجها من البلد .

وقال ناشطون في مناطق النظام لـ "قاسيون" ، إن الغلاء والتفنن بطرق إذلال المواطن ، الباحث عن تأمين أبسط حاجياته الأساسية ، بات يشكل عامل ضغط ويأس للسوريين من الاستمرار بالحياة في بلدهم ، وبالذات في ظل غياب أي أفق أو أمل ، يقدمه المسؤولون لشعبهم ، بل العكس ، فهم من أصبحوا عاملا حاسما بدفع الناس للهجرة ، بسبب تصريحاتهم العاجزة ، التي تلقي بالمسؤولية على الحصار والعقوبات الدولية ، بينما الكل يعلم بأن هذه العقوبات سوف تظل مستمرة ما لم ينصاع النظام للحل السياسي ، وبالتالي ، وكأنهم يقولون للشعب السوري ، ليس هناك حل سوى أن تتحملوا المزيد من التجويع ، ولمن لا يستطيع ، فالباب مفتوح لمن يود الهروب .

وأكد هؤلاء الناشطون ، أن عشرات الأسر من المنطقة الساحلية ، تتوجه أسبوعيا إلى لبنان ، بحثا عن المهربين عبر البحر ، بعد أن يكونوا قد باعوا ممتلكاتهم ، بحثا عن الوصول إلى أوروبا ، لافتين إلى أن تكلفة الهجرة للشخص الواحد تبلغ بين 600 إلى ألف دولار ، للوصول إلى تركيا فقط .

وكانت وسائل إعلام موالية للنظام ، تداولت قبل أيام ، خبرا ، عن أكثر من 100 مهاجر سوريا ، بينهم أطفال ونساء ، وجدوا انفسهم قبالة شواطئ طرطوس ، بعد أن تعرضوا للنصب من قبل أحد المهربين في لبنان ، الذي أوهمهم أنهم وصلوا إلى تركيا ، وإذ بهم يعودون إلى بلدهم .

وفي السياق ، تراجع سعر صرف الليرة السورية مجددا أمام الدولار ، مسجلا رقما قياسيا فوق 3300 أمام الدولار ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل أكبر ، حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى 900 ليرة ، فيما لا يزال النظام عاجز عن تأمين حاجات السوريين على البطاقة الذكية ، من سكر ورز ويت وشاي ، ويدفعهم للوقوف في طوابير طويلة ولعدة ساعات في العراء ، من أجل الحصول على كيلو سكر واحد فقط .

وأشار محللون اقتصاديون موالون للنظام ، إلى أن الأسعار سوف تواصل الارتفاع ، مادامت الجهات المسؤولة غير قادرة على السيطرة على سعر الصرف ، وأنه يوميا سوف يكون هناك أسعار جديدة ، فيما مستوى الدخل لايزال على حاله دون تغيير .

وأصدر رئيس النظام السوري ، بشار الأسد ، بالأمس قانونا يسمح بتأسيس مصارف للتمويل الأصغر ، حيث اعتبرت وسائل إعلام النظام أن القانون يندرج في إطار اهتمام الرئيس بدعم الحياة المعاشية للسوريين ، وفتح الآفاق أمامهم لتحسين أوضاعهم . بينما انتقد ناشطون في المعارضة القانون ، واعتبروه محاولة من النظام للالتفاف على تقديم الدعم ورفع الرواتب ، عبر إغراق السوريين بالقروض ، ورهن ممتلكاتهم لهذه المصارف ، التي من المتوقع أن تسعى إيران وحزب الله ، لتأسيسها ، كون القانون يسمح لغير السوريين بإنشائها .

وبحسب القانون ، يجب أن يبلغ رأسمال المصرف 5 مليارات ليرة سوريا ، يتم إيداعها في المصرف المركزي ، على أن يبلغ سقف القرض 15 مليون ليرة سوريا ، أي أقل من 5 آلاف دولار .

واعتبر خبراء اقتصاديون موالون للنظام ، في تصريحات لصحيفة الوطن ، أن القرض لا يكفي لإنشاء مشاريع صغيرة ولا يفي بالغرض ، كما عبروا عن خشيتهم أن يستخدمه السوريون ، لتغطية حاجاتهم الأساسية من الغذاء وغيرها ، ثم الوقوع في العجز ، والحجز على أموالهم وممتلكاتهم .