وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 28 مايو - 2025

الخوذ البيضاء تتصدى لـ22 حريقاً جديداً في سوريا وسط تحذيرات من موجة حرائق صيفية تهدد الأمن الغذائي


أعلن الدفاع المدني السوري، المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، عن إخماده 22 حريقاً جديداً اندلعت في مناطق متفرقة من المحافظات السورية يوم الإثنين، في ظل ارتفاع درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف. ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه سوريا تزايداً يومياً في حوادث الحرائق التي تهدد الأراضي الزراعية، الغابات، والممتلكات، مما يثير مخاوف من تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وسبل عيش آلاف العائلات.

وأوضح الدفاع المدني، في بيان نشره اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 عبر معرفاته الرسمية، أن الحرائق التي تمت السيطرة عليها شملت 3 حرائق في منازل سكنية، أحدها في دير الزور، حيث تسبب في إصابة امرأتين ورجل بحالات ضيق تنفس نتيجة استنشاق الدخان. كما شملت الحرائق 12 حالة في أشجار وأعشاب، و3 في سيارات، واثنتين في مناطق حراجية، وحريقاً في معمل، وآخر في إطارات مستعملة متراكمة في مرفأ اللاذقية. ولحسن الحظ، اقتصرت الأضرار على الماديات دون تسجيل خسائر بشرية.

موجة جفاف وتحديات متصاعدة

تأتي هذه الحرائق في سياق مناخي صعب تشهده سوريا هذا العام، حيث ضربت البلاد موجة جفاف غير مسبوقة زادت من مخاطر اندلاع الحرائق، خاصة مع اقتراب موسم الحصاد وارتفاع درجات الحرارة. وتُعد هذه الحرائق تهديداً مباشراً للأراضي الزراعية والغابات، التي تُشكل مصدر رزق رئيسياً لآلاف العائلات السورية، فضلاً عن تأثيرها المباشر على الأمن الغذائي في البلاد.

ووفقاً لتقارير سابقة، سجّل الدفاع المدني إخماد 31 حريقاً في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي، مما يعكس الوتيرة المتسارعة لحوادث الحرائق التي تطال منازل، أراضٍ زراعية، ومحال تجارية. ويُرجع الخبراء هذا التصاعد إلى عوامل مناخية مثل الجفاف وارتفاع الحرارة، إلى جانب نقص التجهيزات والبنية التحتية للتصدي لهذه الكوارث في بعض المناطق.

خطة استجابة استباقية لصيف 2025

في سياق متصل، أعلن وزير الطوارئ والكوارث في سوريا، رائد الصالح، قبل أيام، عن إطلاق خطة استجابة استباقية لصيف 2025 بالتعاون مع الدفاع المدني، تهدف إلى مواجهة مخاطر الحرائق الزراعية والحراجية التي تتفاقم مع دخول فصل الصيف. وأكد الصالح، في منشور عبر منصة "إكس"، أن موجة الجفاف الحالية تُعد الأشد منذ سنوات، مما يتطلب تحركاً عاجلاً للحد من تداعياتها.

وتشمل الخطة عدة إجراءات استباقية، منها إنشاء نقاط تدخل متقدمة في المناطق الأكثر عرضة للحرائق، وتنفيذ حملات توعية مجتمعية لتثقيف السكان حول الوقاية من الحرائق، إضافة إلى تشغيل غرف تنسيق تعمل على مدار الساعة لضمان استجابة سريعة ومنسقة. وأشار الوزير إلى أن هذه الخطة تهدف إلى حماية الأمن الغذائي، الذي يواجه تهديداً مباشراً نتيجة الحرائق التي تلتهم الأراضي الزراعية والموارد الحراجية.

تحديات لوجستية ودعوات لدعم دولي

تواجه فرق الدفاع المدني تحديات كبيرة في التصدي لهذه الحرائق، بما في ذلك نقص المعدات الحديثة والموارد المالية، إلى جانب الظروف الأمنية المعقدة في بعض المناطق. ومع ذلك، تستمر الخوذ البيضاء في تقديم جهود استثنائية، حيث يُعدون خط الدفاع الأول في مواجهة الكوارث في سوريا، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية.

ودعا الصالح المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم دعم عاجل لتعزيز قدرات الدفاع المدني، سواء من خلال توفير معدات إطفاء متقدمة أو دعم لوجستي لتغطية المناطق النائية. كما شدد على أهمية التعاون المجتمعي في الحد من الحرائق، داعياً المواطنين إلى اتخاذ تدابير وقائية، مثل تجنب إشعال النيران في الأراضي الزراعية أو بالقرب من الغابات خلال الفترات الحارة.

مستقبل الأمن الغذائي على المحك

تُثير هذه الحرائق قلقاً متزايداً حول تداعياتها على الأمن الغذائي في سوريا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها البلاد. ومع اقتراب موسم الحصاد، يُخشى أن تؤدي الحرائق إلى خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية، مما قد يزيد من معاناة العائلات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق أساسي.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن سوريا، بجهود الدفاع المدني وخطة الاستجابة الاستباقية، من احتواء هذا التهديد المتزايد؟ أم أن موجة الحرائق ستترك آثاراً طويلة الأمد على الأراضي والمجتمعات السورية؟ الإجابة تعتمد على مدى التنسيق بين الحكومة، الدفاع المدني، والمجتمع الدولي لمواجهة هذا التحدي المتفاقم.