وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 30 أبريل - 2025

تركيا تشدد على وحدة الأراضي السورية وترفض أي حكم ذاتي وتعتبره تهديدًا لاستقرار المنطقة

أنقرة - جددت وزارة الدفاع التركية اليوم الأربعاء، تأكيدها على أن الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية يمثل "أولوية أساسية" بالنسبة لأنقرة، وحذرت بشدة من أن أي مطالبات أو مساعٍ لإقامة مناطق حكم ذاتي أو أنشطة ذات طابع لا مركزي في سوريا تُشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة البلاد واستقرارها الإقليمي.


وخلال الإيجاز الصحفي الأسبوعي الذي عقدته الوزارة، صرحت مصادر رفيعة المستوى بأن تركيا ترفض "بشكل قاطع" أي دعوات أو تحركات تهدف إلى إنشاء مناطق حكم ذاتي أو تبني أنشطة ذات طابع لا مركزي في الأراضي السورية. وأكدت المصادر أن هذه التحركات "تُضر بوحدة سوريا السياسية وتمس استقرار المنطقة"، مشددة على أن أنقرة لن تتهاون في حماية هذا المبدأ الأساسي.


وأوضحت المصادر أن "أنقرة لا يمكن أن تقبل، تحت أي ذريعة، بتفكيك بنية سوريا الموحدة أو تهديد وحدة أراضيها"، مؤكدة أن تركيا ستواصل العمل على دعم جهود الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها في مواجهة أي محاولات لتقويضها.


وفي سياق متصل، تطرقت وزارة الدفاع التركية إلى قضية السيطرة على سد تشرين، حيث أكدت أن "أصول سوريا ومواردها ملك للشعب السوري". وأشارت الوزارة إلى أن أي ترتيبات أو اتفاقيات تتعلق بالسد تتم بالتنسيق الوثيق مع الحكومة السورية ووزارة الدفاع والجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة، مؤكدة أن تركيا "تتابع هذه العملية عن كثب" لضمان حماية مصالح الشعب السوري.


وتأتي هذه التصريحات القوية بعد أيام قليلة من تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أكد على أن بلاده لن تسمح بإهدار "الفرصة والثورة في سوريا" ولن تتجاهل التطورات الجارية في الساحة السورية. وشدد الرئيس التركي على أن بلاده تتابع عن كثب جميع التطورات في سوريا، وأنها لن تسمح بجر البلاد إلى مزيد من الصراعات.


وقال أردوغان: "لقد عانت سوريا بما فيه الكفاية من الحرب، وعلى من ينوي جرّها إلى مزيد من الصراع أن يُحسن حساب خطواته".


وتجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تأتي في ظل حالة من التوتر تشهدها بعض المناطق السورية، بما في ذلك الأحداث التي شهدتها جرمانا وأشرفية صحنايا مؤخرًا. كما تأتي في ظل استمرار التدخل الإسرائيلي في سوريا، وتصريحات الإدارة الذاتية التي تؤكد رفضها لأي نظام مركزي في سوريا، مما يزيد من تعقيد المشهد ويستدعي بذل المزيد من الجهود للحفاظ على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.


وتركز تركيا جهودها على دعم الحل السياسي في سوريا وفق قرارات الأمم المتحدة، وتؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وتعارض أي محاولات لتقسيم البلاد أو فرض حلول لا تلقى توافقًا وطنيًا. وتشدد أنقرة على ضرورة تكاتف جميع الأطراف السورية من أجل بناء مستقبل مستقر ومزدهر لسوريا وشعبها.