وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 1 مايو - 2025

سبع سنوات على مجزرة ساحة الساعة في حمص... ماذا تغيّر؟

(قاسيون) – يصادف اليوم الخميس الموافق التاسع عشر من نيسان 2018، الذكرى السابعة لمجزرة الساعة في مدينة حمص التي وقعت في ليلة 18 / 19 من نيسان 2011.

وشهدت المدينة آنذاك دعوة لاعتصام شعبي يتم بثّه مباشرة بواسطة عدد من القنوات الفضائية، وكان الاعتصام هو الأول الذي يشهد مثل هذه الدعوة، حيث سبق ذلك بثُ مظاهرات بشكل مباشر، لكن دون أن يتم الإعلان المسبق عنه.

بدأ الاعتصام في ساحة الساعة وسط المدينة بعد العصر وامتلأت الساحة بشكل كامل بعد غروب يوم 18/4/2011، وكان مقرراً له أن يستمر حتى اليوم التالي، وفي حوالي منتصف الليل، تحدّث الشيخ محمود الدالاتي للمعتصمين، وقال بأنّه تلقى اتصالاً من ضابط في القصر الجمهوري تدعوه إلى فض الاعتصام، وإلا فسيتحمّل المعتصمون النتيجة.

ودعا المتحدث المعتصمين إلى إنهاء الاعتصام ومغادرة الساحة، وبالفعل غادر عدد كبير من المتظاهرين، وبقي في الساحة حوالي 3000 شخص، وفي حوالي الساعة الثانية صباحاً، تحدّث الشيخ الدالاتي مع المعتصمين، وقال بأن المنظمين حريصون على حياة المعتصمين، وقال بأن المنظمين تلقوا تطمينات من القصر لترتيب لقاء لتلبية مطالب المتظاهرين.

وبعد انتهاء كلمته مباشرة، قام مئات العناصر من الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري والمخابرات الجوية باقتحام الساحة، وبدأوا بإطلاق النار على المعتصمين الموجودين في الساحة.

وفي شهادة نقلتها منظمة هيومن رايتس ووتش، قال عنصر منشق شارك في فض الاعتصام: «جلس المتظاهرون في الساحة، قيل لنا أن نفرقهم باستخدام العنف إذا لزم الأمر، كنا هناك مع فرع أمن القوات الجوية والجيش والشبيحة، حوالي الثالثة والنصف صباحاً وصلنا أمر من العقيد عبد الحميد إبراهيم من أمن القوات الجوية بإطلاق النار على المتظاهرين».

وأضاف «رحنا نطلق النار نحو نصف ساعة كان هناك العشرات والعشرات من القتلى والمصابين بعد 30 دقيقة، وصلت آليات حفّارة وعربات إطفاء رفع الحفارون الجثامين ووضعوها على ظهر شاحنة لا أعرف إلى أين أخذوهم تم نقل المصابين إلى المشفى العسكري في حمص وبدأت عربات الإطفاء في تنظيف الساحة».

ولم يُعرف عدد ضحايا فض الاعتصام إلى اليوم لاعتبارين أساسيين:

الأول: أن قوات الأمن التي اقتحمت الاعتصام قامت باعتقال عدد كبير من المشاركين، كما قامت بسحب جثث القتلى، ولم يكن من الممكن لأي من المعتصمين العودة إلى الساحة للتعرف على جثث القتلى وإجراء التوثيق الذي يتم بعد المجازر التي شهدتها سورية لاحقاً، وبالتالي لم يتمكن ذوو الضحايا من معرفة مصيرهم، وما إذا كانوا في عداد المختطفين أو القتلى، وتعرّف بعضهم على مصير أبنائهم بعد سنوات من فض الاعتصام.

الثاني: أن هذه المجزرة كانت من أوائل المجازر التي شهدتها سورية خلال الثورة، وبالتالي فإنّ مهارات التوثيق التي تطوّرت لاحقاً بشكل كبير لم تكن متوفرة في ذلك الوقت.

وشكّلت مجزرة ساحة الساعة مفصلاً أساسياً في طريقة تعامل النظام السوري مع المظاهرات والثورة السورية، فرغم أن المجزرة سُبقت بعدد من المجازر الأخرى، إلا أنها تمّت بشكل منظم ومدروس، لأن الاعتصام كان قد بدأ قبل إطلاق النار على المعتصمين بسبع ساعات على الأقل، وبالتالي فإنّ من الواضح أنّ المجزرة كانت بنيّة مبيّتة، ولم تكن انفعالاً من مسؤول أمني ميداني.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان + وكالات