روسيا تعزز حوارها مع سوريا الجديدة للحفاظ على العلاقات الاستراتيجية بعد سقوط الأسد

أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، استمرار روسيا في تطوير علاقاتها مع سوريا على أساس الاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن الحوار الجاري مع دمشق يشمل كافة جوانب العلاقات الثنائية ويأخذ في الاعتبار مصالح الطرفين. وفي تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية، أوضح فيرشينين أن العلاقات بين موسكو والشعب السوري تقوم على تقاليد طويلة الأمد من التعاون المشترك، مؤكداً أن المحادثات تشمل قضايا مثل الوجود العسكري الروسي في سوريا دون الخوض في تفاصيل إضافية.
وفي تطور دبلوماسي جديد، وجهت روسيا يوم الثلاثاء الماضي دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة موسكو، وذلك بعد لقاء سابق بين الشيباني ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي في نيسان الماضي. وتأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من الاتصالات الروسية مع الإدارة السورية الجديدة التي تولت السلطة عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وكانت روسيا، خلال السنوات الماضية، الحليف الأبرز لنظام الأسد، حيث قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لمنع سقوطه. وبعد انهيار النظام، بدأت موسكو مفاوضات مع الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع للحفاظ على وجودها العسكري في قاعدتي حميميم الجوية في اللاذقية وطرطوس البحرية. وفي هذا السياق، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع الشرع، هنأه خلاله بتوليه الرئاسة، فيما زار نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، دمشق والتقى كبار المسؤولين السوريين في يناير 2025.
وأشار لافروف في تصريحات سابقة إلى أن السلطات السورية الجديدة تؤكد على أهمية الحفاظ على الطبيعة الاستراتيجية والتاريخية للعلاقات بين البلدين، مضيفاً أن موسكو تعتزم تعزيز التواصل رفيع المستوى مع دمشق. ويأتي هذا الحوار وسط تحديات استراتيجية تواجهها روسيا بعد سقوط حليفها السابق، حيث تسعى لإعادة ضبط علاقاتها مع سوريا الجديدة لضمان استمرار نفوذها في المنطقة، مع الحفاظ على قواعدها العسكرية والمصالح الاقتصادية.
وتعكس هذه التطورات رغبة روسيا في فتح صفحة جديدة مع سوريا، مع التركيز على احترام سيادة البلاد واستقلال قرارها، كما أكد الشرع في تصريحاته على أهمية بناء علاقات استراتيجية مع موسكو على هذا الأساس. ومع ذلك، تظل العلاقات محكومة بضرورة تحقيق توازن بين مصالح الطرفين، وسط ضغوط إقليمية ودولية تستهدف تقليص النفوذ الروسي في سوريا.