حقان فيدان: تركيا الشريك الطبيعي لسوريا في مرحلة إعادة البناء

أكد وزير الخارجية التركي حقان فيدان، الأربعاء 9 أبريل 2025، أن تركيا تُعد "الشريك الطبيعي" لسوريا في مرحلتها الانتقالية، مشدداً على أهمية استقرار الجارة الجنوبية لأمن تركيا القومي. جاءت تصريحات فيدان خلال مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك"، حيث أشار إلى أن أنقرة تجري محادثات فنية مع إسرائيل عند الحاجة لخفض التوتر في سوريا، معبراً عن رفض تركيا لأي تصعيد يهدد المنطقة. وأضاف أن "تركيا تمتلك النية والقدرة والرؤية لدعم سوريا في التغلب على تحدياتها، ولن تسمح بأن تتحول الاضطرابات إلى تهديدات مباشرة".
وأوضح فيدان أن تركيا لا تسعى للصراع في سوريا مع أي طرف، بما في ذلك إسرائيل، مشيراً إلى أن سوريا الجديدة يجب أن تُتاح لها فرصة تشكيل سياساتها الدفاعية والخارجية بحرية. وانتقد المحاولات الإسرائيلية لفرض تدابير استباقية، واصفاً إياها بـ"الاستفزازية"، خاصة في ظل الجهود التركية لدعم استقرار سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. وأكد أن المنصة الإقليمية التي تضم تركيا والعراق والأردن ولبنان، بالإضافة إلى سوريا، تُعد أداة فعالة لمواجهة التحديات الأمنية، وعلى رأسها مكافحة تنظيم "داعش".
تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه تركيا لتعزيز دورها كشريك استراتيجي للحكومة السورية الانتقالية، التي تواجه تحديات إعادة البناء وسط اقتصاد منهار وأزمة إنسانية متفاقمة. وأشار فيدان إلى أن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما هددت التطورات أمنها، لافتاً إلى أن تركيا أثبتت قدرتها على لعب دور "مثالي" في دعم الشعب السوري. ورأى مراقبون أن هذا الموقف يعكس طموح تركيا لقيادة جهود الاستقرار الإقليمي، مع الحفاظ على مصالحها الحدودية.
في المقابل، أثارت التصريحات تساؤلات حول العلاقة مع إسرائيل، التي تواصل عملياتها العسكرية في سوريا بدعوى حماية مصالحها. ودعا فيدان إلى احترام سيادة سوريا، مؤكداً أن أي تدخل خارجي يعيق مسارها الجديد سيُواجه برفض تركي حازم. ومع استمرار التنسيق الإقليمي، تبقى تركيا في صدارة الداعمين لسوريا، وسط آمال بأن تُسهم رؤيتها في بناء مستقبل مستقر للشعب السوري بعد سنوات من الصراع.