وزير الدفاع اللبناني: لقاء جدة يمهد لعهد جديد في العلاقات مع سوريا

أعلن وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى، اليوم الخميس 10 أبريل 2025، أن الاجتماع الأمني الذي جمع بينه وبين نظيره السوري موهلاف أبو قاصرة في مدينة جدة الأسبوع الماضي، يُشكل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في العلاقات بين بيروت ودمشق. وأكد منسى أن اللقاء، الذي استضافته المملكة العربية السعودية بمشاركة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أرسى أسساً لتعاون أمني متين، مشيراً إلى أن الاتفاق الموقع سيُسهم في تسوية الخلافات الحدودية العالقة منذ سنوات.
وأوضح الوزير أن المباحثات ركزت على قضايا جوهرية، مثل ترسيم الحدود البرية بين البلدين ووضع خطط مشتركة للحد من التهريب عبر الحدود الشمالية الشرقية، التي ظلت مصدر قلق دائم للبنان وسوريا. وأضاف أن "هذه المرحلة تتطلب جهوداً مكثفة ووقتاً لتحقيق نتائج ملموسة"، معبراً عن تفاؤله بالتقدم المحرز في جدة، والذي يُعد خطوة أولى نحو استقرار دائم في العلاقات الثنائية.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الاتفاق يتضمن آليات لتبادل المعلومات الأمنية وتعزيز التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك مكافحة تهريب المخدرات والبضائع غير الشرعية. ويأتي هذا التقارب بعد سنوات من التوترات، تفاقمت خلال الحرب السورية، وبعد التغيير السياسي الكبير في سوريا بسقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، مما دفع البلدين لإعادة تقييم علاقاتهما.
وأشاد منسى بدور السعودية الوسيط، معتبراً أنها ساهمت في "بناء جسر من الثقة" بين الطرفين، وأكد أن الخطوات المقبلة ستُعزز التعاون الأمني والاقتصادي. في المقابل، يرى محللون أن نجاح هذا التقارب يعتمد على مدى التزام الجانبين بتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، خاصة مع استمرار الأزمات الداخلية في كلا البلدين. ومع ذلك، يأمل اللبنانيون والسوريون أن يُترجم هذا التعاون إلى تحسين الأوضاع الأمنية والمعيشية على جانبي الحدود. وتظل الأنظار متجهة نحو المستقبل، حيث ستُظهر التطورات المقبلة مدى قدرة هذه المرحلة الجديدة على معالجة التحديات المشتركة وتعزيز الاستقرار بين لبنان وسوريا.