نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء 9 أبريل 2025، عن مسؤولين في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، أن تنظيم "داعش" يشهد انتعاشاً ملحوظاً في سوريا، حيث زاد من هجماته واستقطب مقاتلين جدداً، مستغلاً الفراغ الأمني عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. ورغم أن التنظيم لم يعد يمتلك السيطرة الواسعة التي كان عليها قبل عقد، حذر خبراء من قدرته على تحرير آلاف المقاتلين المحتجزين في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مما قد يعزز قوته بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: حقان فيدان: تركيا الشريك الطبيعي لسوريا في مرحلة إعادة البناء

وأشار كولين كلارك، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة صوفان للاستخبارات، إلى أن السجون تُعد "جوهرة تاج داعش"، حيث يحتجز فيها مقاتلون متمرسون يمكن أن يشكلوا قوة تجنيد هائلة إذا أُطلق سراحهم. وتُحتجز في شمال شرق سوريا ما بين 9 آلاف و10 آلاف مقاتل، إلى جانب نحو 40 ألفاً من أفراد عائلاتهم، وهروبهم قد يُمثل انتصاراً دعائياً وعددياً للتنظيم. وأضافت الصحيفة أن "داعش" يواصل نشر أيديولوجيته عبر خلايا سرية وفروع إقليمية، مستفيداً من الإنترنت لتوسيع نفوذه.

وكشف مسؤولان عسكريان أمريكيان، تحدثا دون الكشف عن هويتهما، أن واشنطن ترى في الحكومة السورية الجديدة شريكاً محتملاً لمكافحة التنظيم، مشيرين إلى تعاون مبكر أحبط 8 هجمات في دمشق بناءً على معلومات أمريكية. وفي تقييم قدمته الاستخبارات الأمريكية للكونجرس في مارس الماضي، أكد مسؤولوها أن "داعش" يسعى لاستغلال انهيار النظام السابق لإعادة تنظيم صفوفه وتحرير سجنائه.

اقرأ أيضاً:  وزير الدفاع اللبناني: لقاء جدة يمهد لعهد جديد في العلاقات مع سوريا

ووفقاً لمسؤول في البنتاغون، تبنى التنظيم مسؤولية 294 هجوماً في سوريا خلال 2024، مقارنة بـ121 هجوماً في 2023، بينما قدرت لجنة الأمم المتحدة عدد الهجمات بنحو 400، وأشارت تقارير حقوقية إلى أرقام أعلى. وفي سياق متصل، اتفق وزراء خارجية الأردن والعراق وتركيا وسوريا ولبنان في 9 مارس الماضي بالأردن على إنشاء مركز عمليات مشترك لمواجهة "داعش"، دعماً للجهود الإقليمية والدولية.

هذا التصاعد يثير مخاوف من عودة التنظيم لتهديد الاستقرار في سوريا، مما يضع الحكومة الجديدة والمجتمع الدولي أمام اختبار صعب لاحتواء هذا الخطر المتجدد، وسط آمال بأن يُسهم التعاون الإقليمي في القضاء على هذا التهديد بشكل نهائي.