أفادت هيئة البث العبرية "كان"، الخميس 10 أبريل 2025، بفشل تركيا وإسرائيل في تحقيق أي تقدم خلال المفاوضات التي استضافتها أذربيجان هذا الأسبوع، والتي هدفت إلى تهدئة التوترات في سوريا. وأوضحت الهيئة أن الطرفين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق حول آلية لمنع الاشتباكات بينهما في الأراضي السورية، في ظل التوترات المتصاعدة عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وأشارت "كان" إلى أن المحادثات ستواصل بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي، الممتدة بين 12 و19 أبريل الجاري، بعد أن اتفق الجانبان على استمرار الحوار لاحتواء التصعيد العسكري. وكشفت أن تركيا رفضت السماح لطائرة عسكرية إسرائيلية تحمل الوفد بالمرور عبر أجوائها أثناء توجهها إلى باكو، مما أجبر الطائرة على سلوك مسار أطول فوق البحر الأسود، في إشارة إلى عمق الخلافات.

كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق عن عقد اجتماع "أمني-سياسي" في باكو، الأربعاء، بين وفدين رفيعي المستوى، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، وبمشاركة مسؤولين أمنيين كبار. وأوضح البيان أن الطرفين ناقشا مصالحهما الأمنية والإقليمية، واتفقا على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سياسي إسرائيلي تحذيره من أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا، خاصة إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، مؤكداً أن تل أبيب تعتبر ذلك "خطاً أحمر" وخرقاً لقواعد الاشتباك. وأبلغت إسرائيل تركيا بوضوح أنها لن تتهاون مع أي خطوة من هذا النوع.

يُظهر هذا التعثر استمرار التوترات بين أنقرة وتل أبيب حول سوريا، حيث تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في المرحلة الانتقالية، بينما تُصر إسرائيل على حماية مصالحها الأمنية. ومع استمرار الخلافات، تتجه الأنظار إلى جولات الحوار المقبلة، وسط مخاوف من تصعيد قد يُعيق جهود الاستقرار في سوريا، التي تُحاول التعافي من تداعيات الحرب وإعادة بناء مؤسساتها في ظل تحديات إقليمية معقدة.