وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 28 أبريل - 2025

رامي مخلوف يعلن عن تشكيل قوات النخبة بـ 150 ألف مقاتل

دمشق، سوريا - أعلن رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وابن خال رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، عن تأسيس قوة مسلحة جديدة تحت مسمى "قوات النخبة". جاء الإعلان في منشور مطول نشره مخلوف على صفحته الشخصية، كاشفاً عن طموحاته بتشكيل قوة قوامها 150 ألف مقاتل مدرب، مع قوة احتياطية مماثلة، بالإضافة إلى لجان شعبية تدعم هذه القوات وتضم نحو مليون شخص.


يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه سوريا حالة من الترقب السياسي والاقتصادي، وسط تساؤلات حول مستقبل النظام ومصير التسوية السياسية. ويُعتبر إعلان مخلوف تحدياً صريحاً لسلطة النظام الحالي، خاصة وأن القوات الجديدة، بحسب ما صرح، تهدف إلى "حماية الإقليم الساحلي" ومكافحة الفقر.


وفي سياق اتهاماته اللاذعة، وصف مخلوف بشار الأسد بـ"الأسد المزيف"، متهماً إياه وعائلته بالتسبب في "سقوط سوريا" عبر إقصاء ما وصفهم بـ"رجال الحق"، وعلى رأسهم العميد سهيل الحسن المعروف بـ "النمر"، والذي كان له دور بارز في العمليات العسكرية للنظام. جدد مخلوف ادعاءاته السابقة بأنه كان سنداً للجيش والدولة قبل أن يتم عزله ومصادرة ممتلكاته، معتبراً أن هذه الإجراءات كانت ضربة قاصمة للاقتصاد السوري.


وفي محاولة لتسويق مشروعه الجديد، دعا مخلوف إلى تعاون مشترك مع حكومة دمشق، واصفاً "قوات النخبة" بأنها "مبادرة للمصالحة والتنمية". هذا الطرح يثير تساؤلات حول طبيعة هذه القوات وأهدافها الحقيقية، خاصة مع تاريخ مخلوف وعلاقته بالنظام السابق.


الأكثر إثارة للجدل هو مناشدة مخلوف لروسيا لرعاية "الإقليم الساحلي"، مقترحاً وضع إمكاناته الاقتصادية والعسكرية تحت إشرافها. يرى مراقبون في هذا المقترح محاولة لاستمالة روسيا وكسب دعمها في مواجهة النظام الحالي، وربما تشكيل منطقة نفوذ خاصة به في الإقليم الساحلي.


ويعكس موقف مخلوف تناقضاً واضحاً بين ادعاءات التعاون وانتقاداته اللاذعة للحكومة. فمن جهة، يدعو إلى التواصل مع حكومة دمشق لإيجاد صيغ عمل مشترك، ومن جهة أخرى، يتهمها بالفساد والتسبب في تدهور الأوضاع في البلاد.


وتعليقاً على هذا الإعلان، أكد محللون سياسيون أن خطوة مخلوف تمثل تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سوريا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها البلاد. ويرون أن تأسيس قوة مسلحة موازية للجيش النظامي يهدد بتفاقم الصراعات وتوسيع دائرة الفوضى، وقد يدفع باتجاه تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متنافسة.


يبقى السؤال المطروح: هل ينجح مخلوف في حشد الدعم لقواته الجديدة؟ وهل ستتعامل روسيا مع هذه المبادرة بجدية؟ أم أن إعلان "قوات النخبة" سيتحول إلى مجرد فقاعة إعلامية أخرى في ظل المشهد السوري المعقد والمتشابك؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد مسار الأحداث في سوريا خلال الفترة القادمة.