وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 3 مايو - 2025

تعيين عامر نامس العلي رئيسًا للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.. من صفوف الثورة إلى قمة مكافحة الفساد

دمشق – خاص:أصدرت الحكومة السورية قرارًا بتعيين المهندس عامر نامس العلي رئيسًا للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، الجهاز الرقابي الأعلى في البلاد. هذا التعيين، الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، يأتي في ظل سعي الحكومة المعلن لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية، ولكنه يثير في الوقت ذاته تساؤلات حول خلفية الرئيس الجديد ومسيرته المهنية.


من هو عامر نامس العلي؟


السيرة الذاتية للمهندس عامر نامس العلي، التي حصلنا عليها من مصادر موثوقة، تكشف عن شخصية مثيرة للجدل قادرة على إحداث تغيير جذري في المشهد الرقابي السوري.


المولد والنشأة: ولد العلي في مدينة الشحيل بمحافظة دير الزور عام 1985، ما يجعله في مقتبل العمر مقارنة بالقيادات التي تعودنا عليها في هذا المنصب الحساس.

التعليم: تخرج من جامعة حلب عام 2009 بشهادة في الهندسة الميكانيكية، ليتعمق لاحقًا في مجال الإدارة والمحاسبة، حيث حصل على دبلوم تخصصي من جامعة إدلب عام 2021، ثم شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة نفسها عام 2024. ولا يزال العلي يواصل تعليمه، حيث يحضر حاليًا للدكتوراه في الإدارة العامة في المعهد الوطني للإدارة العامة (INA) في دمشق.

التحول الدراماتيكي: المفاجأة الكبرى في مسيرة العلي تكمن في انشقاقه عن جيش النظام بداية عام 2012، وانخراطه في الثورة السورية، بدءًا بالمظاهرات السلمية ثم في العمل الإداري والمالي والحكومي طيلة سنوات النزاع.

العمل الإداري في مناطق المعارضة:شغل العلي منصب الإداري العام لمدينة إدلب، وعمل ضمن حكومة الإنقاذ السورية، وهي تجربة تمنحه فهمًا عميقًا للتحديات الإدارية والمالية التي تواجه الدولة.


تحديات جسيمة تنتظر الرئيس الجديد:


لا شك أن المهندس عامر نامس العلي يواجه تحديات جمة في منصبه الجديد. فالفساد في سوريا متجذر ومتشعب، ويشمل مختلف القطاعات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه العلي مقاومة شرسة من المتنفذين الذين يستفيدون من الفساد ويعرقلون أي محاولة للإصلاح.


هل ينجح العلي في مهمته؟


يبقى السؤال الأهم: هل ينجح عامر نامس العلي في تحقيق التغيير المنشود ومكافحة الفساد في سوريا؟ هذا السؤال لا يمكن الإجابة عليه بشكل قاطع في الوقت الحالي. فالأمر يتوقف على عدة عوامل، أهمها:


الدعم السياسي: هل سيحظى العلي بدعم حقيقي من القيادة السياسية في سوريا، أم سيترك وحيدًا في مواجهة قوى الفساد؟

الصلاحيات والقدرات:هل سيتمتع العلي بصلاحيات كافية وموارد مالية وبشرية تمكنه من أداء مهامه بفاعلية؟

الإرادة والتصميم: هل يمتلك العلي الإرادة والتصميم اللازمين لمواجهة التحديات والمضي قدمًا في عملية الإصلاح؟


الأيام القادمة ستكشف عن طبيعة التغيير الذي سيحدثه تعيين عامر نامس العلي في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش. وسيبقى المواطن السوري يراقب عن كثب هذه الخطوة، متطلعًا إلى رؤية نتائج ملموسة في مكافحة الفساد وتحقيق العدالة والشفافية.