واشنطن تستأنف مساعداتها الإنسانية لسوريا بعد توقف قصير

أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء 9 أبريل 2025، استئناف برامجها للمساعدات الإنسانية في سوريا، بعد توقف مؤقت في بداية العام، في خطوة تهدف إلى تخفيف معاناة السوريين الذين يواجهون تحديات متفاقمة عقب التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها البلاد في ديسمبر 2024. جاء القرار بعد مراجعة أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقييم فعالية المساعدات الخارجية، والتي كانت قد علقت لضمان توافقها مع الأولويات الأمريكية.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن البرامج ستركز على توفير الغذاء والمأوى والخدمات الصحية لملايين السوريين المتضررين من الحرب والانهيار الاقتصادي. وأكد مسؤول أمريكي أن التنفيذ سيتم بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية، مع إعطاء الأولوية لمناطق مثل إدلب وحلب، حيث يعاني مئات الآلاف في مخيمات النازحين من ظروف قاسية. كما تشمل المساعدات جهوداً لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، التي تعتبر ضرورية لتحسين حياة السكان.
القرار حظي بترحيب واسع من المنظمات الإنسانية، التي حذرت سابقاً من تداعيات كارثية لتعليق المساعدات، خاصة مع تصاعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع الاحتياجات. وأعرب ناشطون سوريون عن تفاؤلهم بأن تسهم هذه الخطوة في تخفيف المعاناة، لكنهم شددوا على ضرورة ضمان وصول الدعم إلى المحتاجين دون تسييس. في المقابل، أبدت بعض القوى الإقليمية قلقها، معتبرة أن الخطوة قد تكون محاولة لتعزيز النفوذ الأمريكي في سوريا بعد انهيار النظام السابق.
ويرى محللون أن هذا القرار يعكس توازناً دقيقاً في سياسة ترامب، التي تجمع بين تركيزها على المصالح الأمريكية والحاجة للحفاظ على دور بارز في المنطقة. ومع تخصيص ملايين الدولارات لهذه المبادرة، يبقى نجاح التنفيذ مرهوناً بتجاوز التحديات الأمنية واللوجستية التي تعيق الجهود الإنسانية. وتظل هذه الخطوة دليلاً على التزام واشنطن بدعم الاستقرار في سوريا، مع آمال بأن تكون بداية لتحسين الأوضاع المأساوية التي عانى منها السوريون لسنوات طويلة نتيجة الصراع والإهمال الدولي.