أبو ظبي – وكالة قاسيون:يستهل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الإثنين، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة التطورات الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها الأوضاع المأساوية في قطاع غزة والملف السوري المعقد.

وأفادت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية التركية لوكالة "الأناضول" بأن المحادثات التي سيجريها فيدان مع كبار المسؤولين الإماراتيين في أبو ظبي ستتركز على استعراض شامل للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، مع التركيز على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة.

وأكدت المصادر أن فيدان سيستعرض مع الجانب الإماراتي آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة، مع إيلاء اهتمام خاص لتداعيات التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة. وسيؤكد فيدان خلال اللقاءات على أن الأولوية المطلقة بالنسبة لتركيا في التعامل مع كارثة غزة الإنسانية تكمن في إعادة إرساء وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون أي انقطاع للمدنيين الفلسطينيين المحاصرين.

وفي هذا السياق، سيشدد فيدان على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية غير المتناسبة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه، إلى سكان غزة. كما سيحث على ضرورة إطلاق عملية سياسية جادة تفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

ملف سوريا على الطاولة: وحدة الأراضي والسيادة ورفع العقوبات

وبحسب المصادر، سيحتل الملف السوري حيزاً هاماً من مباحثات وزير الخارجية التركي مع المسؤولين الإماراتيين. وسيشدد فيدان على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات جادة ورادعة إزاء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، والتي تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.

كما سيؤكد فيدان على دعم تركيا الثابت لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها، مع الإشارة إلى أهمية إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق الاستقرار الدائم في البلاد. وفي هذا الإطار، سيؤكد على أهمية رفع العقوبات الاقتصادية التي تؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية للشعب السوري، وتقوّض جهود التنمية وإعادة الإعمار في سوريا.

وتابعت المصادر: "يُتوقع أن يتبادل فيدان وجهات النظر مع المسؤولين الإماراتيين بشأن الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها من أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات الأمنية والإقليمية المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الأمن البحري في المنطقة".

وتأتي زيارة وزير الخارجية التركي إلى الإمارات في ظل ديناميكية إقليمية متسارعة، وحاجة ملحة إلى تنسيق الجهود بين الدول الإقليمية الفاعلة لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وقبل أيام، أكد فيدان، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الأمن والاستقرار في سوريا ضروريان لتحقيق السلام الإقليمي، مشدداً على أن أنقرة لا تقبل بأي وجود مسلح خارج سلطة الحكومة السورية، ولن تسمح بأي مساس بوحدة الأراضي السورية، وهو ما يتوقع أن يؤكده في مباحثاته مع المسؤولين الإماراتيين.