أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيراً جديداً، يوم الأحد 6 أبريل 2025، يكشف فيه أن نصف سكان سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تعصف بالبلاد. وأفادت المنظمة، عبر تقرير نشرته شبكة "تلفزيون سوريا"، أن هذا الواقع المقلق يأتي نتيجة تراكم الصراعات، الانهيار الاقتصادي، وتزايد العنف، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية لملايين السوريين بعد سنوات من الحرب وسقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وأوضح التقرير أن أكثر من 7 ملايين شخص لا يزالون نازحين داخلياً، فيما دُمرت البنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل شبه كامل في العديد من المناطق. وأشار إلى أن نحو 12 مليون سوري، أي ما يقارب نصف السكان، يواجهون صعوبات جمة في تأمين احتياجاتهم الغذائية اليومية، مع تصاعد معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء. ووصف البرنامج الوضع بأنه "لحظة حاسمة"، داعياً إلى تحرك عاجل لتجنب كارثة إنسانية أكبر.

الأزمة الغذائية في سوريا لم تقتصر على نقص الإمدادات فقط، بل تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية وانهيار قيمة العملة، مما جعل الأسر غير قادرة على تحمل تكاليف الطعام. وأضاف التقرير أن السوريين، الذين كانوا يتمتعون بالاكتفاء الذاتي في السابق، باتوا يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الخارجية، في ظل تراجع الإنتاج الزراعي نتيجة الجفاف وتدمير الأراضي الخصبة. كما ساهمت التدخلات العسكرية المتواصلة، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية في الجنوب، في تعقيد الوضع.

وفي ظل هذا الواقع القاتم، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى تعزيز الدعم الدولي، محذراً من أن أي تقصير في التمويل قد يؤدي إلى تقليص المساعدات في وقت تحتاج فيه الملايين إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى. وطالب المجتمع الدولي بمضاعفة الجهود لتوفير الموارد اللازمة، مشيراً إلى أن الاستجابة الإنسانية الحالية لا تتناسب مع حجم الأزمة. ومع استمرار الاضطرابات، يبقى مصير الشعب السوري معلقاً بين آمال الاستقرار ومخاطر الانهيار الشامل.