محافظ حلب يعلن دمج حيي الشيخ مقصود والأشرفية إدارياً

أعلن محافظ حلب، في بيان رسمي، عن خطة لدمج حيي الشيخ مقصود والأشرفية ضمن النسيج الإداري والخدمي لمدينة حلب، وذلك في إطار جهود الحكومة السورية لتوحيد إدارة المناطق التي كانت تشهد تقسيمات سياسية وعسكرية خلال السنوات الماضية. يأتي هذا القرار بعد مفاوضات طويلة مع الأطراف المسيطرة على الحيين، وبالأخص قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي كانت تدير المنطقة بشكل منفصل عن باقي أحياء المدينة.
وأوضح المحافظ أن الدمج سيبدأ بخطوات عملية تشمل إعادة هيكلة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، المياه، والصرف الصحي، بالإضافة إلى توحيد الإدارات المحلية تحت سلطة المحافظة. كما سيتم دمج الأجهزة الأمنية العاملة في الحيين ضمن هيكلية وزارة الداخلية السورية، مع الحفاظ على بعض المؤسسات المدنية القائمة كجزء من التسوية المتفق عليها. وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة لسكان الحيين، الذين يقدر عددهم بحوالي 200 ألف نسمة، ومعظمهم من المكون الكردي إلى جانب عائلات عربية.
وأكد المحافظ أن الاتفاق مع قسد يتضمن انسحاباً تدريجياً للمقاتلين من الحيين، مع إشراف لجان مشتركة لضمان تنفيذ البنود بسلاسة. ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى إعادة فتح الطرق الرئيسية التي تربط الحيين بباقي أحياء حلب، مما سيعزز حركة السكان والتجارة. كما شدد على أن الحكومة ستعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة، التي عانت من الإهمال خلال سنوات الصراع.
القرار لاقى ترحيباً من بعض السكان الذين يأملون في استقرار الأوضاع وتحسين الخدمات، لكنه أثار مخاوف لدى آخرين من تداعياته على الهوية الثقافية للحيين. وفي هذا السياق، تعهد المحافظ باحترام التنوع الاجتماعي والثقافي للمنطقة، مؤكداً أن الدمج لن يؤثر على حقوق السكان. ومع بدء التنفيذ، تتجه الأنظار نحو مدى التزام الأطراف بالاتفاق، وتأثيره على استقرار حلب ككل في ظل التحديات الإقليمية المستمرة.