من دمشق إلى كل سوريا: خطة طموحة للوقاية من أمراض الدم

دمشق، سوريا – استقبل الدكتور حسين الخطيب، معاون وزير الصحة، وفداً من الغرفة الفتية الدولية بدمشق (JCI دمشق) في اجتماع هام عُقد في مقر الوزارة، وذلك لبحث وتقييم النشاطات والمبادرات التي تنفذها الغرفة في سوريا، وعلى رأسها مشروع "التعافي الأحمر" المعني بزيادة الوعي حول أمراض الدم الوراثية.
ركز الاجتماع بشكل أساسي على مشروع "التعافي الأحمر"، وهو مبادرة طموحة تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أمراض الدم الوراثية، مع التركيز بشكل خاص على أهمية الوقاية من خلال إجراء التحاليل الطبية اللازمة قبل الزواج. يهدف المشروع إلى تثقيف الشباب المقبلين على الزواج حول المخاطر المحتملة لنقل هذه الأمراض إلى الأجيال القادمة، وحثهم على اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهم وصحة أطفالهم.
وخلال اللقاء، قدم فريق الغرفة الفتية الدولية عرضاً مفصلاً لأنشطتهم التوعوية، التي تشمل حملات إعلامية، وورش عمل تثقيفية، ومحاضرات توعوية في الجامعات والمدارس والمراكز المجتمعية. وتهدف هذه الأنشطة إلى تثقيف المجتمع المحلي حول خطورة إهمال الفحوصات الطبية المسبقة، وتسليط الضوء على العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذا الإهمال، سواء على مستوى الأفراد والأسر أو على مستوى القطاع الصحي بشكل عام.
وشدد كادر الغرفة الفتية الدولية على الدور المحوري الذي تلعبه هذه المبادرات التوعوية في الوقاية من أمراض الدم الوراثية، مؤكدين على أن الوقاية تعتبر حجر الزاوية في الحد من انتشار هذه الأمراض، وتخفيف العبء على النظام الصحي. وأشاروا إلى أن الكشف المبكر عن الحالات المصابة أو الحاملة للمرض يمكن أن يساعد في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، مثل المشورة الوراثية، والتخطيط العائلي، وتقنيات الإنجاب المساعدة، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية ولادة أطفال مصابين بهذه الأمراض.
من جانبه، أعرب الدكتور الخطيب عن تقديره البالغ للجهود التي تبذلها الغرفة الفتية الدولية في مجال التوعية الصحية، مؤكداً على أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات غير الحكومية في دعم جهود وزارة الصحة في تحسين صحة المجتمع. وأشاد بشكل خاص بمبادرة "التعافي الأحمر"، واصفاً إياها بأنها "مشروع حيوي" يساهم في حماية الأجيال القادمة من المعاناة التي تسببها أمراض الدم الوراثية.
وأكد الدكتور الخطيب على التزام وزارة الصحة بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للغرفة الفتية الدولية في تنفيذ مشاريعها التوعوية، معتبراً أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الصحة العامة. واقترح تفعيل آليات التنسيق بين الوزارة والغرفة لتوسيع نطاق حملات التوعية لتشمل كافة المناطق السورية، والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
كما تم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والغرفة الفتية الدولية في مجال التدريب والتأهيل للعاملين في القطاع الصحي، وتنظيم ورش عمل متخصصة حول أمراض الدم الوراثية، بهدف رفع مستوى الوعي لدى الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في المجال الصحي حول هذه الأمراض، وكيفية تشخيصها وعلاجها والوقاية منها.
وختاماً، أكد الجانبان على أهمية استمرار الحوار والتنسيق بينهما، وتبادل الخبرات والمعلومات، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في مجال الصحة العامة، وخاصة فيما يتعلق بالوقاية من أمراض الدم الوراثية، وضمان تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية للمواطنين السوريين.