وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 6 مايو - 2025

الدفاع المدني السوري وصندوق مساعدات سوريا يطلقان مشروعاً ضخماً لإزالة الأنقاض في حلب


حلب، سوريا – (وكالة قاسيون) – في خطوة مهمة نحو إعادة تأهيل مدينة حلب المنكوبة، أعلن الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" عن إطلاق مشروع واسع النطاق لإزالة الأنقاض من 16 حياً في المدينة، وذلك بالتعاون مع صندوق مساعدات سوريا (AFS). يأتي هذا المشروع استكمالاً لجهود سابقة بدأها الدفاع المدني لإعادة الحياة إلى المدينة التي مزقتها الحرب.

وكشف الدفاع المدني في بيان صحفي تلقت وكالة قاسيون نسخة منه، عن قيام فريق هندسي متخصص، برفقة وفد من صندوق مساعدات سوريا، بجولة ميدانية موسعة في الأحياء المستهدفة يوم أمس الإثنين. وتهدف هذه الجولة إلى تفقد المواقع المتضررة، وتقييم حجم الدمار، ومناقشة التفاصيل الفنية والهندسية لتنفيذ المشروع على أكمل وجه.

وتركزت المناقشات خلال الجولة الميدانية على الخطط الهندسية التفصيلية لإزالة الأنقاض، وآليات نقلها ومعالجتها، إضافة إلى استكشاف أفضل الطرق لإعادة تدويرها بوسائل فعالة ومستدامة. ويهدف المشروع إلى التعامل مع الأنقاض بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب الصحية والسلامة العامة.

إطلاق المشروع في أيار الجاري

من المتوقع أن ينطلق المشروع رسمياً خلال شهر أيار الجاري، ليشمل إزالة الأنقاض المتراكمة في الشوارع والمباني، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات هدم منظمة للأبنية المتضررة بشكل خطير والتي تشكل خطراً على سلامة السكان. وتستند عمليات الهدم المنظمة إلى تقارير لجنة السلامة العامة، التي تقوم بتقييم حالة المباني وتحديد ما إذا كانت قابلة للترميم أو تحتاج إلى الهدم.

وأكد الدفاع المدني أن هذا المشروع يمثل خطوة نوعية في مسار تعافي مدينة حلب، حيث يهدف إلى تحسين البيئة الحضرية، وتعزيز سلامة السكان، وتمهيد الطريق أمام جهود إعادة الإعمار وتحسين ظروف المعيشة. ومن شأن إزالة الأنقاض أن تساهم في تسهيل حركة المرور، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، وإعادة الحياة إلى الأسواق والأعمال التجارية.

مرحلة أولى ناجحة

يُذكر أن الدفاع المدني السوري كان قد أطلق في شباط الماضي مشروعاً تجريبياً لإزالة الأنقاض من ثلاثة أحياء متضررة في مدينة حلب، وهي أحياء الشعار وقاضي عسكر وكرم حومد. وقد حقق المشروع نجاحاً ملحوظاً في المرحلة الأولى، مما شجع على توسيع نطاقه ليشمل 16 حياً آخر.

وتشارك في المشروع فرق متخصصة في إزالة مخلفات الحرب غير المنفجرة، حيث تقوم بإجراء مسح تقني دقيق للمواقع المستهدفة قبل أن تبدأ الفرق الهندسية والتقنية بأعمال إزالة الأنقاض. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان سلامة العاملين في المشروع والسكان المحليين.

وتُنقل الكميات القابلة لإعادة التدوير من الأنقاض إلى مركز التدوير في منطقة الراموسة، حيث يتم فرزها ومعالجتها لاستخدامها في مشاريع البناء والإعمار. أما الركام المختلط بالنفايات العضوية، فيُجرى التخلص منه بطريقة آمنة في منطقة عين العصافير، وذلك وفقاً للمعايير البيئية المعتمدة.

ترحيل 40 ألف متر مكعب من الأنقاض

من المتوقع أن يتم ترحيل ما يقارب 40 ألف متر مكعب من الأنقاض خلال المشروع الحالي، وذلك بناءً على الموافقات القانونية المتعلقة بالملكية العامة والخاصة، إضافة إلى تقارير لجنة السلامة العامة. وحتى الخامس من أيار الجاري، بلغت كمية الأنقاض التي تم التعامل معها، عبر الترحيل أو إعادة التدوير، نحو 25 ألف متر مكعب، في إشارة إلى التقدم الملحوظ الذي تم تحقيقه حتى الآن.

ويؤكد الدفاع المدني السوري أن العمل مستمر بوتيرة متسارعة بهدف إعادة الحياة تدريجياً إلى الأحياء الشرقية من المدينة، التي عانت الأمرين خلال سنوات الحرب.

حلب.. مدينة مدمرة

تُعد مدينة حلب من أكثر المدن السورية تضرراً جراء الحرب، حيث تعرضت لدمار واسع النطاق نتيجة القصف العنيف الذي شنّته قوات النظام السابق والقوات الروسية خلال السنوات الماضية، ولا سيما في الأحياء الشرقية التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة.

واستخدمت القوات المهاجمة مختلف أنواع الأسلحة، من البراميل المتفجرة إلى الغارات الجوية الروسية، ما أدى إلى تدمير أحياء بأكملها فوق رؤوس ساكنيها، ومحو معالم عمرانية وتاريخية تعود لمئات السنين.

وتسبّب هذا القصف في انهيار البنية التحتية، وتدمير المستشفيات والمدارس والأسواق، وتهجير مئات الآلاف من السكان، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية تدميراً في التاريخ الحديث للمدن السورية.