تأخير أعمال فتح الطرق إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب

أعلنت مصادر محلية، الخميس 10 أبريل 2025، تأجيل عملية فتح الطرق المؤدية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منهما ضمن اتفاق مع الحكومة السورية الانتقالية. وأرجع المسؤولون هذا التأخير إلى عقبات أمنية ولوجستية تعرقل الجهود الرامية لإعادة وصل الحيين بباقي المدينة، في أعقاب التحولات السياسية الكبرى التي مرت بها سوريا عقب انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
كان من المخطط أن تباشر السلطات المحلية فتح الطرق الرئيسية فور اكتمال انسحاب "قسد"، الذي نفذ في وقت سابق من الشهر الجاري بموجب اتفاق تسليم الحيين للحكومة السورية. لكن المصادر أكدت أن وجود مخلفات حربية، مثل الألغام والمتفجرات، إلى جانب نقص الموارد والمعدات، تسبب في تعليق الخطة. وأوضحت أن فرقاً من الجيش السوري والدفاع المدني تعمل على نزع الألغام وتأمين المناطق المحيطة، لكن المهمة تستغرق وقتاً أطول من المتوقع بسبب تعقيدات الموقف.
الحيان، اللذان تسكنهما غالبية كردية، بقيا معزولين نسبياً عن بقية حلب خلال سنوات الحرب تحت سيطرة "قسد"، مما جعل إعادة فتح الطرق حاجة ملحة للأهالي الذين يتطلعون لاستئناف الحياة الطبيعية وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع. ورغم التقدم في تنفيذ الاتفاق، عبر السكان عن استيائهم من التأخير، داعين إلى تكثيف الجهود لتذليل العقبات وإنهاء عزلتهم عن المدينة.
أكدت السلطات المحلية التزامها بمواصلة العمل لإتمام المشروع بأسرع وقت ممكن، مشددة على أن سلامة المواطنين تظل الأولوية قبل فتح الطرق بالكامل. ويعتبر ناشطون أن هذا التأخير يكشف عن الصعوبات التي تواجهها الحكومة الجديدة في إدارة المرحلة الانتقالية، لا سيما مع تدهور البنية التحتية بعد سنوات النزاع. ومع استمرار الجهود لتجاوز هذه التحديات، يترقب سكان الشيخ مقصود والأشرفية نتائج العمليات الأمنية واللوجستية، آملين في إعادة اندماجهم في حياة حلب الاجتماعية والاقتصادية، ليتمكنوا من طي صفحة العزلة في مرحلة ما بعد الحرب.