أنقرة - أعلنت تركيا عن خطة طموحة لتصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا، بكمية تقدر بستة ملايين متر مكعب يومياً، وذلك بهدف المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة في البلاد وتعزيز قطاع الكهرباء المتدهور.

وكشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، في مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك" يوم الخميس 9 أيار/مايو، عن أن هذه الكمية من الغاز الطبيعي، التي تقدر بنحو ملياري متر مكعب سنوياً، ستخصص بشكل أساسي لتوليد الكهرباء داخل سوريا.

وأوضح بيرقدار أن العمل جارٍ على قدم وساق لإنجاز البنية التحتية اللازمة لخط أنابيب الغاز الطبيعي في الجانب السوري، مشيراً إلى أن الغاز سينقل من ولاية كليس التركية إلى محافظة حلب السورية، حيث سيتم استخدامه في محطة كهرباء حلب لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة.

وتابع الوزير التركي قائلاً: "لقد أحرزنا تقدماً سريعاً في سوريا، ووصل خط الغاز الطبيعي بالفعل إلى الحدود السورية في ولاية كليس. ونهدف إلى بدء تدفق الغاز خلال ثلاثة أشهر، لتوفير الوقود اللازم للمحطات الكهربائية."

وبالإضافة إلى الغاز الطبيعي، كشف بيرقدار عن أن تركيا بدأت أيضاً في تزويد سوريا بالتيار الكهربائي، حيث يتم حالياً تزويد محافظة حلب (شمال) بنحو 200 ميجاواط من الكهرباء من تركيا.

وشدد بيرقدار على أن من أولويات تركيا الإسهام في إعادة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، مؤكداً أن البنية التحتية في سوريا تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الحرب التي استمرت 13 عاماً.

وكان وزير الطاقة التركي قد أعلن في وقت سابق، خلال جلسة نقاش ضمن قمة الموارد الطبيعية في إسطنبول، في 2 أيار/مايو، عن قرب إنشاء خط لربط الغاز الطبيعي بين تركيا وسوريا خلال أسابيع قليلة.

من جانبه، أشار وزير الطاقة السوري، محمد البشير، إلى أن خط كهرباء جديد بقدرة 400 ميجاواط سيربط سوريا بتركيا قريباً، مما سيحسن إمدادات الكهرباء في شمالي سوريا، وذلك بحسب ما نقله عنه موقع "Turkiye Today".

وجاء هذا الإعلان في أعقاب لقاء جمع وزير الطاقة السوري بنظيره التركي في إسطنبول، وذلك في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الطاقة المختلفة. وقد جرى خلال اللقاء مناقشة سبل تطوير الشراكة في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات الفنية والتقنية، وبحث فرص الاستثمار المشترك في مشروعات البنية التحتية للطاقة.

وأكد الجانبان خلال اللقاء أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بما يخدم المصالح المشتركة، ويسهم في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي.

وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي تركيا لتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة، وفي سياق الجهود المبذولة لإعادة إعمار سوريا وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين السوريين. ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه خطوة إيجابية نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.